يعيش أكثر من نصف سكان العالم اليوم في المدن، ومن المتوقع أن ينتقل 3 أرباع السكان الى المناطق الحضرية بحلول عام 2050، مما يتطلب مدن أكثر حضرية وأكثر ذكاء، وحلولاً جديدة للمشاكل التي يسببها التحضر مثل الاكتظاظ واستهلاك الطاقة وإدارة الموارد وحماية البيئة. فظهر ما يسمى بالمدن الذكية التي تعمل على تطوير واقعها نحو الحداثة، وتقديم الخدمات عبر شبكة الكترونية مترابطة، لتحقيق الأسس الرئيسية الستة المتمثلة في التنقل الذكي، والاقتصاد الذكي، والعيش الذكي، والإدارة الذكية، والناس الأذكياء، والبيئة الذكية. وقدد بدأت المدن الذكية تأخذ شكلها العمراني في عدد من الدول، وقامت الكثير من التجارب، وتحققت بفعلها مباني ومدنا صغيرة حملت تسمية مبان ومدن ذكية، ولكن لم تحظ هذه المفردة بالكثير من الدراسة في ليبيا. عليه تبحث الورقة مدى جاهزية ليبيا للخوض في التوجه نحو المدن الذكية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي. استخدمت الدراسة المنهج الاستقرائي الذي يهتم بدراسة كل ما يتعلق بموضوع الدراسة من دراسات سابقة وتجارب ناجحة، بالاضافة الى دراسة مدى الرغبة لدى أصحاب القرار في ليبيا للتوجه نحو المدن الذكية، وما الاجراءات والمساعي المبذولة لتحقيق هدا التوجه، وتحديد التحديات والعراقيل للوصول الى توصيات قد تساعد اصحاب القرار لتسهيل عملية الانتقال للمدن الذكية.
Download